جلست يوماً أكتب أنشودةً للمغنى الحزين
فقد قرأت عنه كثيراً فى كتبِ الأساطير
وعجبت كيف يملئ الحزنُ قلبه ،ويغنى هذا المسكين
إليكم غناءه الأليم ..........................................................
لم يُخلق كسائر البشر من ماء ٍوطين
خَلقُه وردةٌ نبتت بين طلع ٍكرؤوس الشياطين
ورضى بعيشه ولكن لم ترضي له العيش تلك الشياطين
كُتب الشتات على المغنى الحزين
كتب عليه الضياع بغير هادٍ وسبيل
وكأنه من نسل العصاة من بنى إسرائيل
أيطيق قلب زهرة تلك الأحزان
وأى جرم أقترفه لكل هذى النيران
أجرمه أنه وردةٌ أم جرمه أنه لم يكن شيطان
أى دنيا يصيبها هذا العميان
لم يكن له صديق غير مر الكلام
لم يكن له مأوى غير حالك الظلام
فقد صاحب السهد وقد عادى المنام
ويلقى الأسى من الأنام رجالاً وركبان
وسقطت أول ورقة من ساق الوردة قبل أن يٌبنى له لحماً وعظام
كأنه بقايايأسٍ بقايا حطام
فى دنيا لم تعرف للعدل مسلكً أو عنوان
عاش المغنى لم يعرف سوى حكايته يقصها على الأنام
وأى أنام إنهم للظلم معقلٌ وخيام
وفى يوم تساقطت آخر ورقةٍ من ساق طريد الألام
وعلم أنه لم يكن في هذه الدنيا سوى ليرفع راية الإستسلام
وعاد المغنى من حيث بدأ عريان
لم يستره إلا بقايا وجع وأحزان
ولكن عندما عاد لم تعرفه رؤوس الشياطين
وعلى جهل بحالتهم رفضت أن يكون عليهم دخيل
وبينما المغنى في أخر شهيق وزفير
علم أنه قد حان الرحيل
ولفظ أنفاسه مع بعض الترانيم
آخر غناء للمغنى الحزين ..... أسمعه قبل أن يحين الرحيل